حياكم الله وبياكم

أهلا بأصدقاء الحرف والكلمة ..

فلنبحر في يم الكلم ..هنا .. ومنكم نستفيد ونستفيض

الصفحات

مدونة نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات

الاثنين، 24 مايو 2010

رســالةٌ لــمْ ..تصلْ...!






على رِسْلِكَ وهذه الهمهمةُ

في وجــل ..



داعجَ العينين قد أفـرطَ

في طرفه الكحل ..



من بين الرسائل

رسالةٌ لم تصل ..!





والخفق قد استعرّ

من لهيب الوجد

مــا حــصـل ..!





وحيرةٌ كهمساتِ

الـكواكبِ ..

والنجومِ في المقل ..





كــم , سرتُ

مشدود القوى ,

شوقاً إلى ذاك

الــمــنهل ..



وحمامٌ زاجلٌ يحملُ

طيفاً ..

وآخــر في الأرض

ينتقل ...







وتلك الأمــاني

تمنيتُها

ما بين شعرٍ

ونثرٍ منهمل ..



يا خير من حنت

له المُهجُ

وأغلى من الغزل ..



سأصبرُ .. وأنتظر

لعلكَ تستفيقُ

مما أصابك

من خــلل ..





شــجٌ في خافـقي..!






”شجَّ قابيلُ..رأسَ هابيلَ ..

فأودى به ..للثّرى ..“



لا ترمق ..بنظرة..الشّكِ..

الغابرهْ...



تصهرُ ..أوردةً ..حارقةً ..

شظايا ..ولظىً تؤرّقُ..جذع

الشجرة ..رواهصُ ..ترتطم

بها الأمواج على مرافيء الوجد

عيون النخلة ترقب..

رملَ الصحراء لامتدادات المدّ ..

وبياضٍ..تنتشي ..لارتواء الجدب ..









لاترمق ..بنظرة الشّكِ الغابره..

توأمٌ..سدرةٌ ..و.نخلهْ وعتمةُ..الليل

تنادي ..تناجي عمقاً ..عمقا..

عطشى لرضابٍ ,تشتدُّ الرؤى تحت

ستار الفراقد ..بين دقات القلوب .



لا ترمق بنظرة الشّك ..الغابرهْ



يـا أنا ...يـا أنت ..

وانبلاج الضوء ..الشاسع ..لا رتداء

النعاس ..وطناً لارتواء النخيل

واحتفاء خفقات هوىً دفين ..

فتورق..كل بتلات ..الزهر ..!!

هي بك ..وعدُ طيفٍ تشاطرك

الــعــهود ...!!





لاترمق بنظرة ..الشّك الغابرهْ



رويدك..لاتؤز..المضجع..فتنخر

الخوافي ..تضرعا..

أهُوَ ذنبٌ لا يغتفر ؟!

أم دماءٌ تخثرت في الأوردة .؟!

وفصولٌ ..تأخرت ..انتظاراً

احتضاراً..ابتدرت .منها العين بياضا



لا ..لا تجرح الصمت الرهيب

همهماتٌ ..تُمزّقُ صيحات الحنجرة ..

مدنفٌ ..والليلُ يموت ضنىً..باحتراقٍ

على أحداقه السور ..

وعصفاً..بالخوافي حرّك حرف السطور..

وأمواجٌ ..تلاطمت على الضّفاف..

وقاربٌ ..منثور ..





لاترمق ..بنظرة الشّك الغابرهْ



نخلةٌ ..واحتدام اللّظى في خافقي ناراً ..

من الأهداب سيرحل هوىً عن غصونٍ ونبضاتِ

خفقٍ...ومجون

سيرحلُ ...لزمهريرٍ يقتاتُ نوىً بعد

ما قاد الفؤاد نحو الجنون ..



لا ترمق بنظرة ..الشّك الغابرهْ .!



تلـمظتُ الشهد من حروفه








اللّوذعيُّ..حروفٌ هزّتْ رجع

أناشيد المشاعر..فتلظت سنابله

العشق..خفقُ الروح إلى دنا السحر

وتراً...داعب آهاتي نايٌ حزينْ..

صدى الجمرات على سهدٍ حنينٌ

غرّد في سمرٍ ..تائهٌ..يُسقطُ الكلمات

ليلتهب النوى وتسيل العبر..

خفقاتُ قلبٍ حيرى ..وبوحُ الجوى,

لعطرهِ ..يستعر..

ترقرق..لدفقات خفق هوى عاشقةٍ

تنبض شوقاً فماج ..الهوى

في الحنايا..





وباح للقلب في انبلاج السّحر ..

أشعلت جذوةً بهتافٍ فأمسى ...بين

نورٍ .ونارٍ وفورة الأحلام تستشري في

القلب الغض هوىً..لشاعر

”ومج النحل ..العسل ”

ألمعيٌّ..بغرامه قتلني ..وأحياني مراتٍ

...ومرات,غرقت..في هواه روحي ومزّق بالشوق

صبري..أحرق ..بالبعد زماني ..وطوى الحياة

في حنايا فؤادي والدنا فيَّ...

سأحمل قلبي وآتيك بروحي وأمتثل ذراعيك

وأهديك ...تراشقت محاجري على رسائلك

حملتها العنادل..رسالةحبٍ وسحابةً

حانيةً تمجها الأسماع في سماءٍ صافيةٍ

على أديمٍ لايعرف إلا الحب ..

اجعلني ..لحنا يعزف بنشوة سكرى ..





وثُمالةُ يراعٍ...وعشقُ حرفٍ بين

أملٍ..وألـمْ..!

ومقطوعة أوتاري..في ساعةٍ متأخرةٍ

ورقصاتُ قلم ..وضوء شموع

مع سرب الطيور المهاجرة

لأحظى ..بسهرةٍ تحت ضوء القمر ..

لتتمخض في السماء أنجما..!

يا غرام المجانين في دياجير الليالي

اشتقتُ إليك أدركتُ أني غير قادرة

...على المضي وحدي في عالمٍ يخلو من وجودك

..أسيرةٌ ..بين أهداب عينيك سُكناك بين حنايا

القلب ومرافئه سلبت العقل ..

تمرغت بثكناه..وملكته ..لا تهجره

فالقلب خُلق ..لتحكمه واللّبّ رُزقَ ..لتأمره

فاقهر صمته ..وأسرج وجدانه

واعصف بكيانه ..!!



الثلاثاء، 18 مايو 2010

أحيوا أمسية شعرية بالتعاون بين تعليمية الشارقة واتحاد الكتاب

أحيوا أمسية شعرية بالتعاون بين تعليمية الشارقة واتحاد الكتاب



ثلاثة شعراء شبان يجتازون أسوار المدرسة منشدين للوطن والأم









احيا ثلاثة شعراء طلاب من منطقة الشارقة التعليمية امسية شعرية باتحاد كتاب وادباء الامارات في مقره بالشارقة، وذلك في اول نشاط من نوعه ينتج عن تعاون بين المنطقة التعليمية بالشارقة واتحاد الكتاب، وكان الشعراء الشبان الثلاثة قد فازوا بالمراكز الاولى في مسابقة الشعر التي نظمتها المنطقة على مستوى المدارس، قرأ الشعراء الشبان نماذج من اشعارهم وقصائدهم الفائزة في المسابقة.

 
وتنوعت في اغراضها الشعرية بين المديح والوطني والعاطفي، وبدا الشبان الذين صفق لهم الحضور مرارا اكثر انتشاء وهم يلقون ابياتهم الشعرية في قاعة اتحاد الكتاب والادباء.



وقام بعد ذلك صلاح خميس الحوسني رئيس قسم الانشطة والرعاية الطلابية بمنطقة الشارقة التعليمية بتكريم الشعراء وتوزيع الجوائز على المشاركين. وفي كلمته التي القاها في المناسبة، قال الحوسني: اننا نعاني من ضغوط كثيرة في سبيل احتضان مواهب الطلبة المختلفة.



حيث لا تسمح المساحة الزمنية في اليوم الدراسي المكتظ بالحصص لنشاط يمسح برعاية المواهب الطلابية ولا يستطيع المعلم توفير الوقت الكاف في ظل ازدحام جدول عمله اليومي في المدرسة، لكننا نحاول في منطقة الشارقة التعليمية جاهدين لتجاوز هذه الصعاب.



وربما بادرة التعاون مع اتحاد كتاب وادباء الامارات لاقامة امسية شعرية للطلبة الفائزين بمسابقة الشعر، ستكون الفرصة السانحة لفتح افاق التعاون مع جهات ومؤسسات المجتمع للعمل على استثمار طاقات الطلبة الابداعية والخلاقة.



ان هذا التعاون يفتح مجالا واسعا لاستثمار التجربة وتعددها في مناح مختلفة، مثل الرواية والقصة، مضيفا لهذا نأمل ان يستمر التعاون مع الاخوة في اتحاد الكتاب لتلبية الرغبة في تنمية مهارات الطلبة الابداعية وصقل مواهبم وتجاربهم.

 
كما القى الشاعر اكرم قنبس الذي ادار الامسية الشعرية الطلابية كلمة في بداية الامسية اكد فيها حرص نادي الشعر في اتحاد الكتاب والادباء على الاخذ بيد الموهوبين من الشباب وتشجعيهم وتهيئة كل ما من شأنه ان ينضج تجربتهم ويصقل مواهبم.



يذكر ان الشعراء قد فازوا بالمراكز الاولى في مسابقة المنطقة التعليمة بالشارقة (اشبال الضاد الشعرية) وهم: احمد تحسين الاخرس من مدرسة الشعلة الخاصة والفائز بالمركز الاول، موسى عبدالهادي من مدرسة معاذ بن جبل والفائز بالمركز الثاني ومحمد فكري من مدرسة الخليج العربي الفائز بالمركز الثالث. وقد توالى الشعراء على منصة الالقاء، حيث قرأ احمد تحسين نماذج من شعره من بينها قصيدة ( الوطن السفينة) قال فيها:

يا طفلا تغمره الاحزان



وعزوف الموت عن الشطآن





يا ايها الوطن السفينة



في عباب البحر تمضي



دون نجم او دليل



يا حاملا كبدي عليك










وكذلك قرأ الطالب محمد فكري قصيدته (حب الامارات) التي انشد فيها يقول:

حب الامارات العظيمة قد سرى



في قلبنا في روحنا وهو السكن

قد اخلصت بالفعل كل امارة



حتى توحد شملنا في ذا الوطن



احيا سعيدا آمنا في موطني



كالطير اشدو هانئا فوق الفنن..



يذكر ان وزارة التربية والتعليم تبنت منذ بداية العام الدراسي الحالي اعادة النظر في الانشطة اللاصفية ورعاية مواهب الطلبة الموهوبين عبر تكثيف الانشطة في المجالات الادبية والفنية وكذلك الرياضية، الا ان ازدحام اليوم الدراسي بالنسبة للطلبة والمدرسين ما زال يشكل عائقا خلال ساعات الدوام الرسمي التي لا تتيح الوقت الكافي لمثل تلك الممارسات.

وتأتي بادرة تعليمية الشارقة بالتعاون مع اتحاد الكتاب في اقامة امسية شعرية لطلاب يتلمسون ملكاتهم الابداعية في مجال الشعر بادرة ثمينة بالامكان تكرارها اذا ما سعت وزارة التربية والتعليم والمناطق التعليمية الى خلق علاقات تعاون مع مؤسسات وهيئات ثقافية في المجتمع، والتي يتوفر من خلالها وقت كاف بعد انتهاء اليوم الدراسي لممارسة انشطة طلابية مثمرة تعنى بالمواهب.




الشارقة - مرعي الحليان















الأحد، 16 مايو 2010

جماليات التناص في ديوان صهيل خضرا








الأستاذ: عموري السعيد
قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عبد الرحمان ميرة- بجاية- الجزائر.
مقال بعنوان:


جماليات التناص في ديوان صهيل خضرا
جميلة الرويحي














مقدمة:
عندما نقرأ نصوص جميلة الرويحي الشعرية في ديوانها صهيل خضرا نجد أنفسنا أمام مجموعة متباينة من الخطابات التواصلية الخاصة, فسيفساء بألوان الشاعرية متعددة المصادر والمناهل من تراثنا العربي الغني الذي يتناثر بين طيات القصائد إلى توظيف للأساطير اليونانية؛ حيث تبدو فيها النصوص حلة لغوية منفتحة على القراءة والتأويل بما اكتسبته من غنى دلالي ومكونات رمزية وأسطورية ولغوية تراثية. غير أن هذا الغنى الظاهر في مستويات الكتابة الشعرية عند الشاعرة جميلة الرويحي يطرح عديد الأسئلة تتعلق بالعلاقة التي تبنيها الشاعرة مع القارئ من خلال ما تقدمه من نصوص فنتساءل إلى أي قارئ تبني الشاعرة جسرها الشعري؟ و ما هي اسس بناء قصيدتها وبالتالي ما هي ملامح وأسس شخصيتها الشعرية؟
لمقاربة واستقصاء النص الشعري الرويحي وتحديد ملامحه، تفرض قضية التناص نفسها كقضية نقدية حداثية لها مكانتها عند النقاد الجدد من حيث إن كل النصوص لا يمكن أن تكون وليدة فراغ أو منفصلة عن غيرها مما سبقها أو عاصرها اعترافا من النقد بعلاقات التأثير والتأثر بين النصوص على اختلاف أجناسها وهوياتها، كما أنه دليل على اقتدار الشاعر وتفوقه في صقل موهبته واستعداداته الفنية. من أجل ذلك ولأن نصوص جميلة الرويحي في صهيل خضرا غنية ومتنوعة فقد نلاحظ غياب الشاعرة في نصوصها في بعض الأحيان ويعلو صوت الأستاذة والمعلمة بينما في أحايين أخرى نسمع صوت الشاعرة المرأة التي تخاطب بنص شعري نفسها وقارئا تفترض أنه في مستوى التقاط النص الغائب.
المقالة التالية أردنا من خلالها أن نسلط الضوء على نص الشاعرة والتقاط النص الحقيقي لها أو تحديد النصوص الفاعلة في تشكيل نصوص صهيل خضرا تحت عنوان "جماليات التناص في ديوان صهيل خضرا لجميلة الرويحي" وقد ركزنا فيه على تقنيات واستراتيجيات التناص كما جاء في اللسانيات واللسانيات النفسية، من دون إغفال أصل المصطلح في الدرس العربي التراثي مع الانفتاح على القراءة التأويلية المؤسسة على ما تقدمه استراتيجيات التناص في المدونة الشعرية قيد الدراسة.
تقدم هذه المقالة مساهمة بسيطة لا يمكن أن تفي حق المدونة الشعرية التي يتطلب الوقوف على جماليات التناص فيها دراسة مستفيضة، نظرا لما تزخر به من غنى في الشكل يعكس تعدد مصادر التجربة الشعرية عند جميلة الرويحي.




في مفهوم التناص:
يقرّر لانسون أن" ثلاثة أرباع المبدع مكوّن من غير ذاته" لأنّ عالم الكتابة الإبداعية أو عالم الكلمات يخضع في عرف المبدعين إلى الاختيار أو الطريقة التي يتم فيها التعامل مع الكلمات في عالم لا حدود له، يقول شيكلوفسكي "الفنان ينمو في عالم مليء بكلمات الآخرين، فيبحث في حضنها عن طريقه" . والقصيدة الشعرية هي تركيبة جديدة بكلمات مشتركة بين الآخرين ميزتها أنها بحلة الشاعر وباسمه الخاص وأسلوبه الخاص، يراعي فيها موهبته وحدود تفاعل نصه مع المتلقي في نقاط تقاطع لا بد منها لإتمام فعل التواصل والتفاعل. ولتحديد مفهوم التناص لا بد من أن نحدّد مفهوم النص ذاته؛ لأنّ أي شكل أدبي قصيدة أو رواية أو غيرها يختلف في تحديد مفهومه على حسب رؤية الشكل والوظيفة وكذلك على حسب الخلفيات المنهجية والابستيمولوجية للجنس الأدبي على اعتبار أن الإنتاج الإبداعي يخضع للمشاركة والتكامل، والأديب لابد مرتبط بالعالم من حوله وبالتاريخ والثقافة التي تتجلى في نصوصه بطرق متباينة قد تكون مماثلة أو مخالفة؛ أي إن ثقافته التراثية أو انتماءه يكونان من نفس المسلك وقد يكون العكس بأن ينتهج الأديب الطريق المخالفة ويعتبر موقفه معارضا، وكذلك يمكن أن ينتهج طريقا أخرى غير المعارضة والإتباع مثل موقف الحياد أو التوفيق، وفي كل الحالات فإنّ نصه يتعالق مع عالم النصوص من باب أن لا مفر من ذلك.
مفهوم النص:
يعد مفهوم النص من أكثر المفاهيم اختلافا بين عديد التوجهات والمعارف والنظريات النقدية إلى أنّه يتصل دائما بمعاني المدونة الكلامية التي تميّزه عن الصورة الفوتوغرافية وغيرها، وكذلك يتصل بالحدث على اعتبار تعالقه بالزمن والمكان واستحالة إعادته المطلقة على خلاف الحدث التاريخي، زيادة على اتصال مفهوم النص بالوظيفة التواصلية مع المتلقي لقيامه بفعل الإضافة والتأثير على اختلاف الطريقة والتجربة الوجدانية. كما يتصل مفهوم النص كذلك بالوظيفة التفاعلية التي تهتم بفعل التداول في المجتمع؛ حيث لا يمكن للنص أن يحيا و"يتشكل من خلال القراءة وجوهره ومعناه ليسا وليدي النص بقدر ما هما وليدي التفاعل الداخلي بين أجزائه وتصورات القارئ" ففعل القراءة يبقى دائما عماد خلود النص، ويتطلب من الأديب مراعاة هذا الوجدان من خلال مراعاة التشكيل اللغوي أساسا أو الواجهة الأولى، نجد كذلك أنّ النص يحمل معنى الفضاء الكتابي الايقوني المغلق من جهة والمنفتح من جهة الدلالة والتأويل، فالنص إذن متعدد المفاهيم ولكنه إجمالا "مدونة حدث كلامي ذي وظائف متعددة" .
مما سبق نجد أن لا نص منذ البدء كان نصا حرا، مستقلا، لا دخل للنصوص الأخرى السابقة أو المعاصرة له، وفعل القراءة والتكوين والموهبة يلخص تماما معنى تشكيل النص من نصوص أخرى، أو بحث الفنان عن ذاته الشعرية في بحر نصوص الآخرين فيبدوا النص الشعري اختزالا وصهرا وإنتاجا للنص الجديد، وكذلك تبدو القصيدة في أي مرحلة من مراحل الحياة الإبداعية للشاعر في حالة منفتحة تتقبل دائما النصوص المرافقة، والسابقة لها؛ حيث يأخذ الشاعر في ذلك اعتبار أن نصه يتناص مع نصوص أخرى فيجد نفسه ملزما بالحيطة والحذر من الوقوع في شراك السلبية والتبعية المفرطة التي من شأنها أن تمحو شخصيته الإبداعية، وإن كان الحذر لا يلغي قناعة التناص اللاشعوري الناتج بالضرورة من خلفيات مسبقة في اللاوعي الفردي والجماعي.
مفهوم التناص:
التناص كظاهرة تفرض نفسها بالضرورة في أي نص شعري ليست صفة سلبية أو انتقاصا من قيمة الشعر والشاعر بل العكس من ذلك هو الصحيح، فالخطاب متعدد القيمة هو الخطاب الذي يعتمد تشكيله على الاستحضار الصريح والواضح للنصوص السابقة، وقد أورد تودوروف وديكرو في المعجم الموسوعي لعلوم اللغة أنّ " كل نص هو امتصاص وتحويل لكثير من نصوص أخرى، فالنص الجديد هو إعادة إنتاج لنصوص وأشلاء أخرى، سابقة أو معاصرة، قابعة في الوعي واللاوعي الفردي والجماعي" والشعر إذن انصهار قراءات واستلهام تجارب واكتشاف في لحظات تجلي يصهر فيها الشاعر معارف وتجارب سابقة بوعي أو بلا وعي. ولكن مفهوم التناص Intertextualité في ذاته يختلف من مدرسة نقدية إلى مدرسة أخرى ولكنه يصب دائما في معاني الانصهار والتفاعل الضروري مع مختلف النصوص السابقة فقد عرفته جوليا كريستيفا –التي تعتبر السباقة في استعمال المصطلح- بأنه فسيفساء من نصوص أخرى أو تحويل للنصوص Une permutation du texte يعني واقعه انه "في فضاء نص عددٌ من الملفوظات مستمدة من نصوص أخرى يلغي بعضها بعضا" ومعنى الإلغاء أن النص الجديد يحمل ملامح شخصية الشاعر ويلغي التركيب الجديد بشكله التعالقَ الكلي مع النصوص الأخرى فلا يبقى منها إلا الأثر الظاهر أو الخفي الذي توحي إليه.
يتصل بتعالق النص بالنصوص الأخرى مجموعة من المفاهيم لعل أهمها ما سجله العرب في تراثنا القديم تحت مفهوم السرقات الشعرية التي استفاض فيها النقاد العرب تحت مسميات وأنواع كثيرة حتى لا نكاد نجد أحدا من هؤلاء لم يتطرق إليها؛ بحيث لم يعتبرها أكثر النقاد القدماء دالا على ضعف الشاعر دائما وإنما اعتبروها قضية لم ينج منها شاعر أبدا، ولم يكن الجرجاني "يسمح لنفسه ولا لغيره البت في الحكم بالسرقة فربما قيل إن هذا الشاعر أخذ المعنى من فلان ولم يكن قد سمع به ولا كان على معرفة مسبقة بمعناه" وقد اعتبر الجاحظ أن الأصل في السرقات الشعرية إعجاب المتأخرين بالمتقدمين فيشتركون معهم في اللفظ أو في المعنى، يقول "المعنى الذي تتنازعه الشعراء فتختلف ألفاظهم، وأعاريض أشعارهم ولا يكون أحد منهم أحق بذلك المعنى من صاحبه" ، فجدة التناص كمفهوم نقدي جديد تكمن تماما في الاصطلاح اللفظي، من حيث قبول النقد العربي التراثي وإقراره بحقيقة تنازع الشعراء للمعنى الواحد بألفاظ مختلفة.
إلى جانب قضية السرقة نجد أن التناص يتصل بمفاهيم أخرى كالمعارضة (المحاكاة الشعرية) وكذلك بالمناقضة (المخالفة) أي "اتخاذ كلا من المؤلفين طريقه سائرين وجها لوجه إلى أن يلتقيا في نقطة معينة" كما يقدم مفهوم المعارضة أيضا معنى آخر للتناص وذلك حين يحاكي الأديب عملا أدبيا ما؛ بحيث يتخذه معلما على سبيل الهدي مع الحفاظ عليه وتسمى المحاكاة المقتدية، أو على سبيل السخرية فتكون معارضة ساخرة أو قلب الوظيفة بأن يبقى الهيكل والإطار العام حاضرا وتقلب الوظيفة إلى النقيض، كأن يصبح الجد هزلا أو العكس.
التناص كفعل إلزامي بوعي أو بلا وعي الأديب يتطلب فعلا استقرائيا للكشف عن النص الأصلي أو فك النسيج النصي الجديد للكشف عن النص أو النصوص الغائبة والفاعلة فيه، وقد قدمت الدراسات اللسانية واللسانية النفسية بعض النظريات المتحكمة في فعل إنتاج النص وفعل المشاركة التلقياتية" :
- نظرية الإطار Frame theory: يرى منسكي أن معرفتنا مختزنة في الذاكرة على شكل بنيات معطاة يستعملها الأديب ليلاءم بها وضعا جديدا ناتجا عن تجارب سابقة هي إطاره العام (غرض الغزل تحت إطار وصف الحبيبة).
- نظرية المدوناتScripts : وهي نظرية تعتمد على العلاقة بين المواقف والسلوك وعلاقة الخطاب بالمتلقي على أساس المعارف والاستعدادات المسبقة والمشتركة بينهما فيكون الخطاب اختزالا لها مثل (سافر الرجل إلى الخارج) فيتأسس هذا الخطاب على استعداد المتلقي لمعرفة مقتضيات السفر إلى الخارج كجواز السفر والإجراءات والعملة وغيرها من الاحتمالات، وهي معارف سابقة لدى الأديب والمتلقي معا.
- نظرية الحوار Scenarios: ويقصد بها انسجام الكلام وترابطه بحيث يُتم القارئ ما اختزله الأديب بالضرورة اعتمادا على معارفه( الرجل في المقهى) يستلزم مقابلة النادل....
إن هذه النظريات تشترك جميعا في تكيد قيمة المعارف المسبقة للقارئ والكاتب في عملية إنتاج النص، ويبقى اكتشاف النص الغائب وتحليل النص الرجوع إلى آليات واستراتيجيات تشريحية ووصفية لآليات التناص في مدونة شعرية هي ديوان صهيل خضرا.
استراتيجيات التناص في ديوان صهيل خضرا :
كثيرا ما يطرح السؤال عن مكمن التناص أهو في الشكل أم في المضمون، وقد لا يختلف اثنان أن لا مضمون خارج إطار الشكل، فقد يستقي الشاعر من مصادر عديدة تاريخية أو اجتماعية أو دينية أو غيرها وبالتالي يقدم لتلك المصادر من عندياته الشعرية فتغدوا القصيدة مزيجا من المعارف والخصائص الشاعرية، التي يختزل بها للقارئ مصادر عديدة وبالتالي فإن" قراءة الشاعر/كتابته لم تكن محايدة وإنما كانت تتحكم فيها وتسيرها علة غائبة وهي المقصدية" فأين نص جميلة الرويحي الغائب في خضم هذا البحر من الكلمات المتضمنة ديوانها صهيل خضرا.
تتنامى قصائد جميلة عبر امتداد هندسي لغوي يحمل دلالات تقابلية (بالمعنى العام) وهي دلالات تعكس تماما ما سماه التناص بالشكل الدرامي أو تنامي صور الصراع، وهو السمة العامة في نصوص الشاعرة، صراع على مستوى اللغة بدءا ببنية العناوبن الثنائية إلى هيكل الصراع اللغوي الذي تصوره الشاعرة في نصوصها بين أرض والانسان/ المظلوم والظالم/العرب واليهود/ الماضي العظيم/ الحاضر الهزيل...إلى غيرها من الثنائيات الضدية المصورة للتشكيل الدرامي على مستوى الشكل كدال وعلى مستوى الدلالة . وللكشف عن هذا التشكيل أو عن هذه السمة العامة أو ما نسميه النص الغائب نقتفي أثر ذلك باستقصاء تقنيات التناص في نصوص الشاعرة ومقابلتها كدوال مع ما تدل عليه ومن ثم نحدد مدى تشاكل هندسة النص اللغوية والدلالية مع الملمح العام للنصوص وهو الحزن والغضب من الواقع المرير والأمل في البعث العربي والنهوض بالأرض العربية (الخضراء) وبعث أمجادها، وبين الألم والأمل تتراوح الشاعرة بنشر حليها وجمالياتها الشاعرية.
وللكشف عنها نفصلها بتحليل تقنيات التمطيط في نص سماء الجنوب وتقنيات الإيجاز في نص صهيل خضرا:
1- استراتيجية التمطيط في نص سماء الجنوب:
- التكرار: يعتبر من أهم تقنيات التناص المتعلقة بالتركيب اللغوي الدال على التمطيط ويعكس الدلالة العامة للقصيدة وهي الحزن والغضب للأرض العربية، وقد ورد على أشكال كثيرة، الجملة (خسئوا ورب البيت) الأفعال بأنواعها (أتسمع، أتسمع/احذر/ قادمون....) الحرف (أن) الأسماء(أمي /الساق...) النداء(يا عرب / يا وطن /أيا ..أم/ أيها الماضون...).
- الأناغرام: والمقصود به الجناس بالقلب وبالتصحيف، وقد وظفته الشاعرة في بعض الأحيان بطريقة تعليمية توحي بغلبة صوت الأستاذة العارف بخبايا اللغة وهي غلبة يقع فيها أكثر الشعراء الأكاديميين منها (الرقعة/البقعة)،(موق/ترمق)، (عتوا/عثوا) في قصيدة "إيه يا زباء"
- الباراغرام: والمقصود به الكلمة المحور التي يدور في فلكها فضاء نصي معيّن، وفي نص سماء الجنوب يمكن تحديد مقطع واحد في أواخر القصيدة يماثل ما قدمه التركيب اللغوي للعنوان سماء الجنوب كدال للأرض العربية وهو مقطع(أمنية أجدادي/أحلام أحفادي)، فيمكن اعتباره المحور الأساس الذي تدور حوله القصيدة في شكل التداعي وما يحمله من جماليات بلاغية ترسم تماهي الشاعرة مع الأرض من خلال الاستعارة التي بعثت الحياة في الجمادات (أنين الأرض/ ذراعي بندقية....).
- الشرح: وهي تقنية وظفتها الشاعرة في الإطار العام لاستراتيجية التمطيط التناصي والذي يعكس فعل التداعي في نص سماء الجنوب ويمكن اعتبار فعل التداعي بذاته دالا يقابله امتداد الأرض العربية وعمق الجرح الفلسطيني الذي خفي تحت رداء النص وأبرزه فعل التداعي، وتقنية الشرح ألمحت إليه أكثر في منعرج القصيدة(في اليوم الموعود) فمنذ هذا المقطع نجد ما يليه يشرحه في فعل تداعي واضح(في اليوم الموعود/ أخبريهم/أبنائي /الأول.../ والآخر/ وأما ابنتي.../ وطفلتي /وعادوا إلي..).
- ايقونية الكتابة: إن تقنيات التمطيط السابقة والمندرجة تحت إطار التداعي الذي ميّز نص سماء الجنوب يشكّل فضاء كتابيا ممتدا في مساحة كتابية/ايقونية طويلة(18 صفحة) وهي مساحة دالة تعكس فعلين أساسين أحدهما امتداد الأرض والآخر عمق التفاعل بين الشاعرة والنص ودليله التماهي العاطفي في لاوعي الشاعرة المنعكس على طريقة كتابتها الشعرية.
2-إستراتيجية الإيجاز في نص صهيل خضرا: تعتبر إستراتيجية الإيجاز من بين الاستراتيجيات التي اعتمدتها الشاعرة في كل قصائدها ولكن الإيجاز أو الإحالة كتقنية تناصية وبخاصة مع التراث العربي والإسلامي والشعبي وكذلك التناص مع الأسطورة كانت الأكثر اشتغالا في نصوص صهيل خضرا، والذي يمّيز استحضار تلك النصوص وتلك الشخصيات التاريخية والأسطورية هو موقف الشاعرة منها أو حاجة الشاعرة إلى استحضارها وتقديمها كتعبير عن موقف نفسي أو تجاه الواقع؛ فنجدها عادة ما تقدمها على خلاف ما وجدت في أصلها التاريخي والأسطوري وهذه ملاحظة نعتبرها ميزة ايجابية تماما تعكس قدرة الشاعرة على لعب أدوار تواصلية مع القارئ الافتراضي وكذلك تعتبر ملمح من ملامح شخصيتها الشاعرية واستطاعت به أن تكسر ما يسمى بأفق انتظار القارئ التي قال بها أصحاب (جماليات التلقي)، ويمكن أن نصنف الإحالة في النصوص منهجيا إلى أربعة إحالات:
-استحضار التراث الشعبي: قدمت الشاعرة عناصر تناصية للتراث الشعبي وإن كانت بطريقة إحالة محضة في (أوه يا مالي) ، (يا ذيب يا اللي توجع القلب بعواك، وأضن حالك صايرة مثل حالي)
-استحضار التراث الإسلامي: نجمع إليه التاريخ الإسلامي في نداء (وامعتصماه) و(أبابيل الشك) ، والتناص مع القرآن (آي النون و الإنسان) ، (النخل ذات الأكمام)
-استحضار التراث العربي: ونجمع إليه التاريخ العربي في(أيا حرب البسوس) وشخصيات تاريخية(مهلهل، زباء) (عل الخليفة يعيد ماضيانا) والأمثال العربية التراثية(رمية بشسع كليب) الشعر العربي( فيوما يشب مع الخروب خمودها/ ويطفئ للحروب وقودها) ،( وإذا لم يكن من الموت بد/ فمن العجز أن تكون جبانا)
-الأسطورة: وظفت الشاعرة صنفين من الأسطورة اليونانية (اوزيس) والعربية (العنقاء)
إنّ تعامل الشاعرة مع هذا الكم من النصوص يبرز إلى حد بعيد شخصيتها الشعرية في صياغة قصيدتها، وطريقتها في تفعيل مصادر متعددة، غير أن ما يستوقفنا في اشتغال تقنيات التناص هو عنصر المقصدية أو رؤية الشاعرة للمصدر، بحيث نجدها مثلا تساير رؤية تاريخية حقيقية في استحضار وفاء المهلهل لتشابه الحالة في الواقع الذي تقصد إليه الشاعرة أي غياب الوفاء، والأمر نفسه في استحضار صيحة المسلمة (وامعتصماه) حيث اتفقت رؤية الشاعرة مع حقيقة التناص التاريخي من باب حرقة الشاعرة للخلاص الاسلامي من ضعف المسلمين وتراخيهم عن نصرة الأرض العربية(الخضراء). بينما نجد الشاعرة في توظيفها لعناصر أخرى تعكس ما ورد عليه الأصل وهي طريقة ممتازة بالنظر إلى تجربة الشاعرة، مثل تناصها مع الأسطورة اليونانية ممثلة في شخصية (اوزيس) فقد جعلته انتظر وينتظر بعيدا، و الانتظار يعتبر موقف سلبي في وقت يتطلب من المحارب التحرك، بينما حضوره فاعل وقوي في الأصل الأسطوري، فقد يعكس هذا التوظيف رؤية الشاعرة للواقع الرديء للعرب وللمسلمين تجاه الأرض المغتصبة أو تجاه (القضية) الأساسية.
إن قضية التناص سواء على مستوى الشكل في قصيدة سماء الجنوب أو الإيجاز كما في القصائد الأخرى تعبّر عن ثقافة الشاعرة وتعدّد مصادر شاعريتها، وإن كانت الأمثلة التي أوردناها عينات تفتقر إلى الشرح والتوسع ولأن الفضاء النصي مقال فقط، فقد ارتأينا أن نمثّل لقضية التناص من دون توسع لأن ذلك يحتاج دراسة مطولة لمجموعات جميلة الرويحي كاملة.

تعقيب على رؤية نقدية

تعقيب على رؤية نقدية
للأستاذ \ وائل الجشي
حول مجموعتي \ بكاء المطر +امرأة الرمل


بداية لابد من القول بأن المدارس النقدية متعددة كما هي المدارس الشعرية , ولكل مدرسة ميزات وسلبيات منذ العصر الجاهلي حتى الآن ..من النقاد من اهتم بالشكل \ المضمون \ جمالية النص \ اشكالية كبيرة بين النقد والإبداع .

قدّم الأستاذ وائل الجشي ورقة حول ديواني بكاء المطر وامرأة الرمل للشاعرة الإماراتية \ جميلة عبدالعزيز الرويحي ...
وأجد نفسي بعد قراءة الورقة أقف عند وصف عام دون تحليلية لبنيات النصوص ...

- نحن أمام نص تندرج تحت باب قصيدة النثر إذن لا داعي للحديث عن الأوزان والقوافي ...

- يجب أن ينصب الحديث على الايقاع والصور المتلاحقة التي تشكل بنية الايقاع الموسيقي للنصوص ..

- عنوان الديوان ( بكاء المطر ) يفتح بوابة لعنوانات النصوص الأخرى .لأن المطر يبكي . ومتى يبكي المطر ؟

وهذا البكاء له دلالة كبيرة عند الشاعرة ,لأن التكسير والانزياح والابتعاد عن التقليدية هو بمثابة الكشف والضوء لأن له حمولة دلالية ..

المطر يبكي ودليل ذلك قول الشاعر الذي قال :

إن السماء إذا لم تبكِ فقلتها لم تضحكِ الأرضُ عن شيءٍ من الزهر
والأرضُ لا تنجلي أنوارها أبداً إلا إذا رمدت من شدة المطر

والشاعر هو صاحب النص الذي اختار له المفردات والأنساق ولا أفرض عليه نموذجاً شعرياً يلتزم بالوزن أو التفعيلة أو النثر أو غير ذلك ..

- ذات الشاعرة شكلت هماً ممتداً من بداية النص الاول مروراً بنصوصها في المجموعتين التي وجدت بينهما مسافة وتطوراً في المفردة والمضمون والانتقال من الهم الخاص والاندغام مع هموم الجماعة .
- شكل الفعل المضارع حركية وايقاعاً موسيقياً في نصوص الشاعرة وانتقلت من السكونية التي تسكن هاجس كثير ممن يكتبون الشعر ويجلسون على الرصيف ..!
- التنقيط يشكل عند الشاعر صورة مكنونة كافية لبعض الأمور أوتعمدية لفوضى تعتمل داخل النصوص لتقضي على السكونية والتقليدية , هذه الفوضى هي بمثابة إشارة لأمور كثيرة تعالجها قصيدة النثر عن عمدية وقصدية ..
- استخدمت الشاعرة الضمائر ( المخاطب \ المتكلم \ الغائب ) .
- الوطن شكل هاجساً عند الشاعرة وهو بؤرة لأكثر من نص يشع مع بنيات النصوص التي تشكل دائرة فنية إبداعية وتتجلى في شخصية الشيخ زايد رحمه الله , هنا أقف لأقارن بين نص لشاعر يقول :

" نعيش معك
نسير معك
نجوع معك
وحين تموت
نحاول ألا نموت معك "
هذا أسلوب واقعي عقلاني فيه إدهاش , ونجد شيئاً من التوافق حين نقرأ نص الشيخ زايد للشاعرة جميلة الرويحي مع هذا النص لشاعر معروف وهو أستاذ كير حين قال ذلك في رحيل جمال عبدالناصر ...

- الفضاء الواسع واستخدام أدوات النداء ( يا ) في أكثر من نص ...
- التضمين الموجود في نصوص الشاعرة :
- القرآن الكريم .
- التراث واستحداث الشخصية التراثية

وظفت الشاعرة التضمين توظيفاً أدى إلى إكتمال النص الشعري وإسقاط هذه الشخوص على واقعنا المعاصر .
الشاعر يقدم ويشير ويسنشرف المستقبل ...!

- أفعال الأمر واضحة في النصوص لأنها تدلل على الواقع الذي نعيش وتشير إلى الخلل الموجود في المجتمع الآن ...
- رسالة الشاعرة وصلت المتلقي عبر قنوات بلغة واضحة لا غموض فيها ..
- الصورة عند الشاعرة تعانق الصورة عبر تبادلات حسية جميلة .
- فكرة الشاعرة في نصوصها واضحة عبر التصوير وجاءت بلغة ثابتة فيها شموخ !
- التوتر والحيوز الشعرية تشكل الايقاع في النص الشعري عند الشاعرة وبخاصة في ديوان ( امرأة الرمل ) .
- الواقع والحلم والرؤية عند الشاعرة يمتد بخيوط في نصوص متفرقة .
- تكرار الكلمات هو المفتاح لنصوص الشاعرة , وهذا التكرار يؤكد على شخصية الشاعرة في عالمها وبوحها بهواجس ملحة .
- جميلة الرويحي هي امرأة الرمل – عاشت وعاركت الحياة , أصابها الظمأ فظنت السراب ماءً , تقدمت وإذا بسياج يحيط بالأرض , صخب وصمت , وغناء السحب , بكى المطر , بكت المرأة على ولدها ..وطنها , تشريد , التحاف ماء , لهب , ليل وحداء , تقدمت مع المدى بصدر وامق إلى وادي الرمل ,رغم عذابات الروح .

شاعرة إماراتية تتقدم وتتطور بصورة لافتة .


دراسة نقدية







دراسة نقدية

لديوان \ امرأة الرمل
الشاعرة \ جميلة الرويحي

الناقد الدكتور \ إبراهيم محمد الوحش


ديوان امرأة الرمل هو المجموعة الثانية للشاعرة جميلة الرويحي بعد ديوانها الأول بكاء المطر وبين الديوانين مسافة لغوية متطورة في النضج والإبداع , امرأة الرمل ديوان صدر عن مؤسسة البيان بدبي عام 2006 , هذه المجموعة شكلت قالباً فنياًّ جديداً ممتداًّ من بكاء المطر الذي بلل امرأة الرمل وشكّل سنفونية للإلتزام الشعري وبنية لقصيدة النثر التي يظن الكثير بأنها سهلة التناول بل هي عصية على الكثير ممن يظنون ذلك ..

المدارس الشعرية متعددة والشعر كثير والقصائد قليلة ...والنصوص الجيدة هي النصوص التي تمثل الإبداع الشعري لأن الرديء ممتد منذ العصر الجاهلي حتى الآن ...

ديوان امرأة الرمل يجمع بين ثناياه اثنين وعشرين نصاً شعرياً مقتوحاً ليكون دائرة فنية تجمع أبعاد العملية الأدبية بين الذاتي والعام والفني لقصيدة النثر ..

عنوان الديوان يشي لعنوانات أخرى للنصوص , هذا العنوان هو بمثابة الكشف والضوء , عنوان شعري إبداعي يحمل دلالة ومدلولاً بالمعنى الفني فامرأة الرمل هي النخلة الشامخة ذات الجذر الممتد في عمق الأرض ..أصالة وعروبة وانتماء ...والرمل يربط بين المرأة ونظرة المجتمع منذ القدم للمرأة ...المثل العربي وبالذات في منطقة الخليج وبالذات في السعودية يقول : ( المرأة للجوز أو القوز ) أي الزواج أو القبر ..لكن امرأة الرمل لدى الرويحي شكلت امتداداً أفقياً يجمع بين التضحية والتربية والنماء ..

منذ الإهداء نجد تعلق المرأة بالجذور الآباء وبالمكان الذي يبقى وهو أغلى من كل شيء إنه الوطن ..

عنوان الديوان يفتح بوابات لحركية وقتل للسكون ومقت لبعض الأصوات التي تدور حول همّ داخلي مكبوت يصيبها بهلوسة فتموت ...

تعددت مستويات اللغة في ديوان الشاعرة من حيث : الدلالة والمدلول في المفردات اللغوية أي المستوى المعجمي والمستوى الأسلوبي من حيث التناول والإبداع الفني ...

الذات الملتبسة للشاعرة شكلت هماًّ ممتداًّ من بداية النص الأول اندغم مع هموم الجماعة ليحدث إيقاعاً موسيقياً من خلال الصور المتلاحقة الموجودة في الديوان :


وجع أطلال ص 7
يستيقظ شوق
ينزف على رمال
تتحرك ذاكرة الزمن



أكثرت الشاعرة من استخدام الفعل المضارع بحركية تبعث عن الانفعال والانفلات من السكونية مما شكل ايقاعاً رائعاً , لأن استخدام الفعل المضارع أحد الركائز التي تؤسس لبوح شعري متصل بضمائر لغوية تشكل بنية الخطاب الشعري ..وكثيراً ما نجد في الديوان من الأفعال المضارعة } تبحث ..يستيقظ ..تتحرك ..ينهش ..تنادي ..تنزف ..تنشد {

وهذه الأفعال في معظمها تشكل صوراً ممتدة بخطوطها الصوت , اللون , الحركة , الحياة ...من خلال حوار يولّد امتداداً شعريا في خطوط تتداخل مع ذات الشاعرة المتألمة(زفرات قلب على ولده ) لقد ربطت الشاعرة بين هذه الأفعال بأدوات الجزم في بعض الأحايين

لـم تسعفه شآبيب غيث ص 7

لـــم يــرتو ص 56

إضافة إلى أدوات النصب ( إن – كي – لـن ) التي كثر استخدامها في النصوص من خلال الجمل والتي شكلت نثرية عادية تقريرية , الأولى أن تختزل الشاعرة الجملة الشعرية لتتشظى وتعطي جمالية أفضل ..

أبدعت الشاعرة في نصوصها التي تنوعت بين الوجداني والوطني والاجتماعي في امرأة الرمل ووادي الرمل نجد نصاً كاملا يفتح بوابة من النصوص الرملية التي تعصف بالصمت والسكون والهزيمة فهي تصرخ وتنادي بأعلى الصوت لتشعل عوداً يضيء الطريق للأكفاء في هذا الزمن المقبل على الهزيمة والذلة والعازف عن الكرامة وكل ذلك جاء بخازوق عولمة ..

الرويحي هي امرأة الرمل لأن الشاعر صاحب رأي وهو رؤيوي وإن لم يكن كذلك فأين يــكون ؟!

نفاجأ بكثير من النصوص في كثير من الأماكن لرجال ابتعدوا كلياًّ عن رؤية الشاعر الحقيقي بل شكلوا شلّة تتبني العزوف عن مصداقية الهدف والانحراف نحو الأدنى ( أعطه يا غلام ألف درهم ) ..

الوطن شكل هاجساً شعرياً بل بؤرة تشع لتصل إلى السطح الوطن , الأم , المرأة , الحبيبة , الثأر , الشهيد ..

زغردت له عصافير قلبي
وأشــواقي ص 31
لملمت من طريقه الآلام
أعانق ظلمة الليل
أبحث عن دواء



لا نجوم في سماء الأحلام
لا وطن ص45
يقترب
مازال المطر
في غياهب الغياب



صورة الشهيد تتحرك بخيوطها وألقها عند الشاعرة ..

تــرجّل صعوداً
يا غصن زيتون ص 50
يافارس الكرسي
خلفتنا للشتات المرّ


هذا النص فيه استشراف للشاعرة لما يحدث الآن بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين وماذا حصل وما سيحدث !!

أيها العطر ...السيف ص 53
غدروا
مادروا
كم قدموا
لشموخك الإحسانا


الصوت الفضائي امتدّ مع الشاعرة فهي تنادي بأداة الياء في أكثر من موقف والنداء للبعيد والقريب ...نداء للأمة النائمة ونداء للسيوف الخشبية ونداء للرجال الرجال وشتان بين أولئك ...

يا شمعتي التي انطفأت ص 32
يا بسمتي التي اختفت

يا ولدي ص 36
أين أنت

يا جذر الأجداد ص 39
يا ثرى الأوفياء


تدوير ومقابلة في الجملة الشعرية لدى الشاعرة ..

أنادي ص 40
تنادي

هنا ...
هــناك ...

مفردات ذات وقع تدل على هول الحالة والمأساة التي نعيش استخدمتها الشاعرة لتؤكد وتنذر , وذكرت بأناشيد تبعث فينا الأمل ..

يزحف ....يقضم ص40
ســـهماً ...
بــرقاً ..رعداً ..مطراً
جراد ...جرذان
رياح هوجاء ...

التضمين موجود بين ثنايا النصوص

" بلاد العرب أوطاني " ص23
" لن تستطيع معي صبراً " ص57
" وبالوالدين إحساناً " ص35

" وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام " ص34
" وليل كموج البحر أرخى سدوله " ص61
" ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل " ص 61

" واحر قلباه ممن قلبه شمم " ص 84

لقد وظفت التضمين في نصوصها توظيفاً صحيحاً مما أعطى دفقاً معنوياً وايقاعاً وايحاء بالواقع من خلال هذه المفاتيح الدينية واللغوية والأدبية رغم أن المفردة عند الشاعرة سهلة ولكنها استخدمت الرمز الذي قدمت له المفاتيح مثال ذلك هذا الغموض الجميل


من بقايا ص 28
أمل ٍ
وطهرٍ
وشمس


غموض جميل يجعل القاريء يطوف عبر مسافات مكسّرة ..هذه هي رسالة الشاعر وهذا هو المتلقي ..

أفعال الأمر واضحة جلية لأنها تدلل على الواقع الذي نعيش وتشير إلى الخلل باستخدام ( أيها + فعل الأمر ) ..لقد طغى السيل حتى غاصت الركب ..لم يبق متسع للوقت ..أصبحنا كقصبة قش تذروها الريح أنى تشاء ...

أيها الساقون ص 106
قم أيها الثائر
قم للأرض
قم جرّد
قم تذكر

تــرجلّ ...ترجل ص 107
اسمُ فوق الداء

اسمع الخطو ص 103

لقد لعبت الشاعرة على الضمائر : المتكلم \ المخاطب \ الغائب - وهذه الضمائر هي بنية الخطاب الشعري , ولقد استطاعت الشاعرة أن تقدم لنا ضمائر من خلال صور جميلة واستعارات في معظم قصائدها ولكنها كسرت الصورة من خلال المضاف والمضاف إليه في بعض الأماكن :


أفعوان العصر
الأم الأرض
يرقص فوق النار
يصارع المنية
لا يحط عصا الترحال
أهوي مثل ورقة صفراء :

كل ذلك يشكل ايقاعا يندمج مع المعنى ليفجر فينا اللغة البكر واللغة الكافية في نفوسنا ..لأن الشعر يحول الإيقاع إلى لغة نتحدث ونكتب بها ...

إن الشاعرة في ديوانها استطاعت أن تضيف لبنة جديدة وإضافة إلى قصيدة النثر التي تعتمد على التفجير والنهايات غير المحددة والمرونة في الكتابة لأنها لا تمجد ولا تقدس بل تضيف إضافات نوعية من خلال بعد حضاري ...وهذه هي وظيفة الشاعر الحضارية .

هو صاحب رسالة : مرسل مستقبل متلقي
الشيفرة المخيلة البصرية + المخيلة السمعية
الغــموض التغميض
القوة ___________ الركاكة ( السطحية )

رسالة الشاعر تنقل إلى المتلقي عبر خطوط تنقل شيفرة تصطدم بالوعي الممكن والمخيلة البصرية والمخيلة السمعية لتفك رموز الشيفرة ...أو ترتد دون فهم لما جاء فيها .

جميلة الرويحي في هذا الديوان هي امرأة الرمل عاشت وعاركت الحياة أصابها الظمأ فظنت السراب ماء .. تقدمت وإذا بسياج يحيط بالأرض صخب وصمت وغناء سحب ...وبكاء امرأة على ولدها ... ووطنها تشريد ...التحاف ماء ...لهيب ..ليل وحداء ...تقدمت مع المدى بصدر وامق إلى وادي الرمل رغم عذابات الروح ...

ديوان فيه إبداع شعري لصوت إماراتي يتقدم بقوة إلى الأمام ...



السبت، 15 مايو 2010

بــكــاء الـمـطـر








الملح أحلى من السكر
عند ذرف الدموع وأغفو على
حلمٍ في دمـي..
مُشبعٍ ..بكلامْ ونقتاتُ الرغيف
لوجع الفصول في هجيره..
نعشق ..غناء العصافير
ونقذفها بحجارة فتغني الجنادب
على رماد قيثارة ويدمع
الشجر ..الشجرُ
ليبوح إلى الأرض يَسُرُّهُ المطر
وننتظرُ النهارَ وأردِّدُ
أُردِّدُ..إلـهي لا زلتُ .
أحلِّقُ في رحابك


محبتكَ سادت كياني..
ذكـرٌ لنعمِ روحٍ وسجودْ في
فضاءات الـجــوار
(بأيِّ ذنبٍ قُتِلتُ..؟!)
سيرحل إلى هجيرٍ وزمهرير
يقتاتُ النوى ..
بعد ما قاد الفؤاد
إلى الجنون ..
سأستنزفُ المحابرَ..
لِيُحْرَقَ الوَرقُ وأتوهُ بين ردهات
مقوّسةٍ .آهاتٍ وسهداً وزهداً ..
لا زلتُ ..في انتظار
الرمــاد ..
همسٌ رقيق تشابك مع الريح
الصفراء...



وروّتهُ بالأحــمرالقانـي
لتغتسل..به مـراتٍ.ومراتْ ..!
حـلمي ..
قـد مــضى ..ما مضى
ولـم يُثِر الخفقُ مانوى ..
اهتزازتُ عرشٍ وسقفٍ مُسيّجٍ
بسياجِ الغربة ..!
وغياب الشموس

إلى أينَ ..؟!
تُــراهُ كان حُـ..ـلُـ..ماً.؟!

حينهاوقفتُ باتجاه ..
عينيكَ علّهما ترمقان ..
نظرةً..قبل وأد الحروف ..


فمثلها كثيرات هنا ..وهناك ..!
كبّرتُ للإلهامِ أن قد وُجدنا للوجد
سراباً..
وبين الوعدِ ..والعودِ
هناك ..تتأملُ لحظةَ..التقاطِ
الألــم حين يهمسُ ..بالحبِّ ينتشي
شيئاً يغمرُ البوحَ ليروي يباس
الــعـروق ..!!

وميض الـــبــرق



اهتزت ..جوارحي
على رجع...الأمـاني بصوتٍ..
شقّ في الصدر شهيقاً..
وأستارُ الليلِ ..أسدلت النجوم
عــطراً ..مـطراً

اشتقتُ..
إلى ..وميضِ البرق
وارتــدادِ ..الرعـد
وضجيج..النهر وتنهدات الشطّ..
حناياك ..دمـي
لتلاصق ..زغب الطيور
اقترب ..أكثر ..أكثر
فانتظاري ..أضنى بي الضلع




أروّضه جاهدته..زمناً ..
بكتمان.. الجوى خوفاً
من استراق ..الخفافيش
لهمسات الفراقد ..!

ضمني ..دثرني
احضني ..لنكون أنا ..أنت
انسجام ..الروح والجسد
في انتظار؛ سرب النوارس
ليغفو على خرير
الــبــحر ..
وقبلــة الـمـطـر ..!!

إلى مسرى الـنّبي







خذوني إلى مسرى النبي
إلى ربوع القدس
لأسجد..
هـي نفحةُ عطرٍ
ضــوّعت ..في ثنايا
عــمرٍ
وآهــاتٍ ..تعتصر
وأمني عــذاب ...!
دمعةٌ ..منسكبةٌ
لــم تجد إلا الثــرى
وبــقايا جــرحٍ ..ملتهب


وهـذيـان اللـيـالــي
يقـذف بــنـا
تـائهين في بحيراتٍ لــجبٍّ ..

مـا بـنا ...غير دماءٍ جمدت
وبقايا من جنون
الغضب ..

الرعب والأهوال ..
تعصف بالمدينة
صياحٌ..نحيبُ النساء
ورفاتُ أطفالٍ صغار
محمد الــدرة
وايــمـان ..وآخـرون
تناثروا ..فوق الأرض ..


مِــزقا ..وأشـلاء ..
أشعلي نـار ..الهوى ..
إن لــم يشتعل ..فينا ..
ظــلامُ الغيهب ..!

كيف أنسى ..؟!
وزورقي في الدياجير
تهادى يهيم في الظلمات ..!
أيــدٍ بطشت..وخذلت ..
حتى الصغير ..لم ترحم ..!
قصف الرعود ..وومض البروق
وزمجرة الريح تتوالى
نــزقا ...!!
واحترق ..فحيح الخطوب في ذلٍّ..
لــن أنسى ..مرارة الـمـأساة ..
وثوبا مزقته ..بشتات ..


ترتعش خطوط كفي
في خلجات محرومٍ وجراح الأمس
لا زالت ..تعربد في البطاح
ودمـوع ..أسمالٍ ..
هـامدةٍ على جثث الأبرياء ..
يـاثـرى الأجــداد
أيقظ صلاحاً .وعمر ..
ليعيدا ..أمجاد ..الوطن
وصرخة الصمت الأبكم
” وامعتصماه ”
تــروي حكايـا
الـشــهداء ..
مــع أحـاديث
الــصــبـاح ..